عدد المساهمات : 233 تــٍآرًيـخ الــٍمـيـْلـآد~|♥ : 17/11/1996 تاريخ التسجيل : 20/08/2011 العمر : 28 المّـgقـِعّْ~|* : غــرفـــتـــي الـ عَ ـمَـلْ~|♥ : ططالبه ـآلـمـزـآج~|♥ : كوول
موضوع: طعنة في الظهر الأربعاء سبتمبر 21, 2011 6:34 pm
جلس متربعا على عرشه في ذلك المقهى ، كالأسد وسط حاشيته،هاهو ينادي النادل يطلب أغلى ما وجد من العصائر. ووسط هذا الجو الفاخر ،أحس بنشوة النجاح وتذكر زوجته،طوال حياته لم يجد امرأة أوفى منها ،
أجمل منها،فهي الحورية ،الملكة ،تجسيد لكل ما هو جميل في هذه الحياة . قطع حبل هذه الذكريات الرائعة رنين هاتفه، فلعنه ولكن تمالك نفسه عندما تعرف على المتصل ، فتنفس بعمق ماحيا كل غضبه ،مرسلا حنقه إلى وسط اللا مكان وأجاب. انتهى الاتصال ليهاتف زوجته من جديد .
(( عزيزتي ،علي الذهاب إلى العاصمة ،هناك اجتماع عاجل لعمداء المدن وسأعود بعد أسبوع إن شاء الله )) متحدثا عبر التلفون . فردت : (( ألا يمكن تأجيل الأمر ،سيتقطع قلبي بغيابك )). أحس بالاعتزاز ،كاعتزاز الجبال بضخامتها ،وألا يوجد ما هو أحسن من أن يحس المرء بفحولته؟
بعد أربعة أيام ،إنتهى الاجتماع ،قبل الوقت المحدد ، وعاد إلى مدينته الشرقية ،موقنا أن استقباله سيكون استقبال الأبطال العائدين من الحروب ، قل اقتناعه تدريجيا عندما لم يجدها في البيت ، هو الذي أراد أن يجعل الأمر مفاجئة لها ،وها هو السحر ينقلب على الساحر.
تعكر صفو مزاجه وعاد إلى مقهاه المفضل ،إلى كرسيه المختار ، وجلس يحتسي فنجان قهوة،إلى أن لاحت أمامه ،تمشي مع رجل غريب ، واضح أنه ليس من البلاد ،
أو أنه مهاجر وهي تمسكه يدا بيد ،تجمد الدم في عروقه من شدة الصدمة و ما فتئ يغلي ، احمر وجهه ،وشد قبضتيه ،وبدا على وشك الانفجار كالبركان، ليغرقها بحمم غضبه ، ويحجرها بفظاعة انتقامه ،كيف ،ساءل نفسه؟ ،كيف تطعنه في الظهر،بعد كل هذه السنوات ،
كيف لم يميز حراشف الشياطين من تحت ملابس الملائكة؟ كيف أوهمته بأنها امرأة ليست ككل النساء،تضاهي الكلب وفاءا والجراء لطافة ، تجرع لدغة عار الحية التي عاشرها سنينا ،ولم يتحمل عاره ، فعاد إلى منزله مِِؤمنا بأن حواء العفيفة لا وجود لها في هذا الزمان .
أضيئت الأنوار في الصالة ،كان جالسا فوق الكنبة ،ينظر إلى وجهها مباشرة ، بعينين خاويتين ،صرخت صرخة خافتة أنهتها ب ''هذا أنت''. كانت الرغبة في اللإنتقام تغلي في صدره ،أما قسمات وجهه فتحولت لأخاديد شقها الدمع بقوة ، ولكن لم يبد على لينا أي تأثر،أو خوف،بل تقدمت مبتسمة. لم يعتبر تلك الِلإبتسامة سوى أخبث وجه من وجوهها .
وقال بهدوء ينذر بالشر : (( مع من كنت اليوم ؟)) تفاجئت وردت بعد وهلة : ((عزيزي ،ماذا....) فصرخ حتى اهتزت الزهرية بجواره : ((مع من كنت اليوم ؟)) امتقع لونها،وردت بهدوء : (( مع أخي )). رد بعنف : (( كاذبة ،أعرف كل اخوانك ،يا ...،يا من كتبت مصيرك بيدك )).
اغرورقت عيناها بالدموع : ((نعم تعرفه،إنه بلال ،لقد عاد من اليابان .)) (( هاااااا، لقد رأيت صورة بلال ،وهي غير مطابقة للوغد الذي صاحبك)).هكذا قال ((ما رأيته ،هو صورته في السادسة عشر من عمره ،وهو اللآن في الثلاثين ،وما بالك تصرخ،كيف تحولت في رمشة عين إلى وحش كاسر)).قالتها مازجة الصراه بالبكاء.
بردت أعصابه قليلا ،وتحجر جزء من غضبه ولكنه صرخ : (( أثبتي ذلك .)) ردت بعنف (( حسنا ،من حسن حظي أني دعوتهما للعشاء )). ذهبت،وماهي إلا دقائق ،حتى عادت برفقة أمها وأخوها بلال.
أما بطلنا أنس ،فاصفر وجهه،وتملك الخوف كيانه ،وعندما تأكد من أنه أخوها ،لم تكلمه بعدها ، بل جرت باكية نحو غرفتها في حين أن الأخ والأم اكتفيا بتوجيه نظرة شزراء إليه وتبعاها، أما هو فظل في مكانه مبتسما ،
إلى أن رن هاتفه و حادثه صوت رقيق :((كانت أربعة أيام رائعة ،يجب أن تكثر اجتماعات العمد هذه .))